شركة صافر لعمليات الإستكشاف والإنتاج

كلمة المدير العام التنفيذي


سالم كعيتي ,المدير العام التنفيذي


قبل سنوات عدة وبالتحديد في 15 نوفمبر 2005 ، بدأت شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج في تشغيل وإدارة جميع العمليات البترولية في قطاع 18 في مأرب – الجوف، حيث بدأت الشركة بتشغيل المنشآت وإدارة العمليات بكوادر وخبرات من مختلف الجنسيات وكانت تمثل العمالة الوطنية آنذاك أكثر من 75% من القوة العاملة في الشركة ، ومع مرور السنين ارتفعت نسبة العمالة الوطنية ووصلت حالياً إلى 99 % تقريباً من القوة العاملة في الشركة ، وقد نجحت الشركة خلال هذه السنوات في إنجاز الكثير من الأعمال المهمة في مختلف المجالات سواءً تلك المرتبطة بتطوير وتدريب القوى العاملة في الشركة وتحسين الرعاية الصحية للعاملين وعوائلهم ، أو تلك الأعمال المرتبطة بالمنجزات التقنية والفنية في مجالات الاستكشاف والإنتاج وصيانة المنشآت وتعزيز مستوى الأمن والسلامة في مواقع العمل المختلفة.
وبالرغم من الحرب المستمرة في البلاد منذ 26 مارس 2015 ، فقد استطاعت الشركة وبفضل كوادرها الوطنية المخلصة في تجاوز كافة التحديات الأمنية والمالية والفنية التي سببتها الحرب واستمرت العمليات البترولية للشركة في تشغيل وصيانة جميع المنشآت وإنتاج النفط والغاز دون توقف ، وكذلك تواصلت عمليات صيانة الحقول وتأمين مخاطر بعض الآبار ، كما نجحت الشركة في المحافظة على احتياطي النفط والغاز في القطاع بعمليات التدوير للغاز المنتج Gas Recycling و المحافظة على منشآت الإنتاج وصيانتها وضمان جاهزيتها الدائمة للعمل ، كما تم إنجاز بعض العمليات المرتبطة بتحديث مصفاة مأرب في وحدة الإنتاج المركزية وتأمين قطع الغيار الضرورية لها ، وقد ساهم ذلك في استقرار وتطوير إنتاج المصفاة للمشتقات النفطية من البنزين والديزل والبنزين المحسن بالإضافة إلى تأمين خدمات المصفاة للعمليات البترولية في القطاع.
وقد توجت شركة صافر أهم منجز في مجال الإنتاج وبالتحديد إنتاج البنزين المحسن، حيث بدأت الشركة في منتصف العام 2019 بعمليات تجارب لإنتاج البنزين المحسن كمنتج جديد وفقاً لدراسات فنية واقتصادية وبيئية للمواد المكونة لهذا المنتج واهمها مادة C5+ المستخلصة من معامل الغاز الموجودة ضمن منشآت الإنتاج في الشركة ، وقد عززت شركة صافر بإنتاج البنزين المحسن مساهمتها الكبيرة في تزويد الأسواق المحلية بالطاقة، وبذلك تكون شركة صافر الوطنية هي الشريك الوحيد والرئيسي لمصادر الطاقة في السوق المحلية على مستوى الوطن ومن اهمها إنتاج البنزين والغاز المنزلي والبنزين المحسن ويتم تسويقها عبر الشركات الحكومية المختصة بذلك وبالتحديد الشركة اليمنية للغاز وشركة النفط اليمنية.
وبلغة الأرقام وخلال الفترة من نوفمبر 2005 وحتى ديسمبر 2022، بلغ الإنتاج الكلي للنفط الخام حوالي 200 مليون برميل والغاز الطبيعي أكثر من 12.4 ترليون قدم مكعب بالإضافة إلى إنتاج أكثر من 11.2 مليون طن من الغاز المنزلي للأسواق المحلية ، وتشمل هذه الأرقام إنتاج الشركة خلال فترة الحرب (أبريل 2015 - ديسمبر 2022) وبنسبه تصل إلى 23% من الإنتاج الكلي للنفط الخام ونسبة 34% لإنتاج الغاز الطبيعي كما بلغ إنتاج الغاز المنزلي خلال فترة الحرب حوالى 47% من الإنتاج الكلي للشركة من مادة الغاز المنزلي ، وقد توقفت عمليات تصدير الغاز المسال عبر منشآت التصدير في بلحاف بسبب الحرب، كما توقفت عمليات تصدير النفط الخام منذ بداية الحرب وحتى أكتوبر 2019 ، ويتم تدوير Recycling إنتاج معظم الغاز الطبيعي لصيانة الحقول والمحافظة على الضغط في المكامن وكذلك لضمان جاهزية المنشآت في قطاع 18 وسلامتها لاستئناف عمليات تصدير الغاز المسال ، ويتم تزويد منشآت التصدير للغاز المسال في بلحاف بكميات محدودة من الغاز المنتج لتشغيل المنشآت للصيانة. وبالنسبة للنفط الخام تم إعادة ضخ وخسارة كميات كبيرة في الحقول قبل استئناف التصدير في أكتوبر 2019، كما تضطر الشركة بسبب الأحداث الجارية للحرب في البلاد إلى إعادة ضخ النفط الخام إلى الآبار الذي يتعذر أو يتعرقل تصديره ويؤدي ذلك للأسف إلى صعوبة استرجاعه وإنتاجه مرة أخرى.
لقد كان ولازال وسيبقى قطاع 18 وبمساحته الواسعة 8414 كم م في مأرب هو القطاع الإنتاجي الأهم في اليمن والرافد الأساس لمصادر الطاقة التي تحتاجها السوق المحلية على مستوى البلاد بالإضافة إلى تزويد بعض الأسواق الخارجية بالغاز وإمكانية المساهمة مستقبلاً في زيادة مصادر الطاقة باستثمار احتياطيات النفط الغير تقليدية، كما يوجد في القطاع العديد من الفرص الاستكشافية الواعدة التي أظهرتها الدراسات التي اعتمدت على المسوحات الزلزالية الأخيرة، حيث تم مسح حوالي 3900 كم م بتقنية 3D للمسح الزلزالي بالإضافة إلى مسح كامل القطاع بتقنية المسح الزلزالي 2D سابقاً وحفر 712 بئراً استكشافية وتطويرية ، ويضم القطاع 19 حقلاً مطوراً جميعها منتجة للنفط والغاز بالإضافة إلى 9 حقلاً غازياً لازالت غير مطورة، وقد وفر هذا الكم الهائل من المعلومات أرضية مناسبة للعديد من الدراسات التي تم إنجازها بالتعاون مع بعض الشركات العالمية المتخصصة في الاستكشاف والإنتاج ، حيث أثبتت هذه الدراسات وجود الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع 18 وفي مجالات مختلفة ، وعلى سبيل المثال نذكر منها ما يلي :
1. النفط الغير تقليدي وبمخزون إجمالي يتجاوز 30 مليار برميل من النفط المكافئ.
2. النفط الثقيل وبمخزون إجمالي يتجاوز 70 مليون برميل من النفط الثقيل.
3. غاز السيارات و وسائل النقل المختلفة وبمعدل 10 مليون قدم مكعب يومياً في المرحلة الأولى.
4. تعديل معامل استخلاص الغاز المنزلي لزيادة نسبة الاستخلاص من حوالي 60% حالياً إلى 95% مستقبلاً وذلك لزيادة احتياطي الغاز المنزلي بحوالي 40 مليون طن.
5. تنشيط عمليات الاستكشاف في صخور الأساس والحفر في مناطق جديدة واعدة حسب الدراسات الحالية وكذلك نتائج الدراسات الإضافية مستقبلاً، وتطوير حقول الغاز المكتشفة.
ويسرني أن أشكر زملائي في الشركة الذي كان لهم الدور الأساسي وشرف المشاركة في كل الإنجازات التي تحققت للشركة وهم مصدر فخرنا واعتزازنا وثروتنا الحقيقية في الشركة ونعول عليهم تحقيق الكثير من الإنجازات الجديدة في قطاع 18 الواعد بكثير من الفرص وكذلك التوسع مستقبلاً في قطاعات أخرى داخل وخارج الوطن، لقد أثبت الكادر الوطني في الشركة قدرته على تجاوز الظروف الاستثنائية والتحديات الكبيرة التي شهدتها شركة صافر نتيجة لأوضاع البلاد والحرب الدائرة فيها منذ مارس 2015 ، وسيبقى كادر الشركة مركز اهتمامنا ورعايتنا بما يحقق المصالح المشتركة لطرفي العمل، كما أتقدم بالشكر الجزيل لقيادة السلطة المحلية في مأرب وقيادة وزارة النفط والمجلس الرئاسي على الدعم المستمر للشركة.
وفق الله الجميع وشكراً

م/ سالم محمد كعيتي
المدير العام التنفيذي